تحتوي مستحضرات التجميل على مجموعة واسعة من المواد الكيميائية التي نتعرض لها كل يوم والتي قد تسبب العديد من الآثار الجانبية الضارة والحادة، من بين مخاطر المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل: التهاب الجلد التماسي وردود الفعل التحسسية، كما تم ربط بعض مكونات مستحضرات التجميل بالسرطان، والأضرار التناسلية والعصبية، والتأخر في النمو عند الأطفال.
الهدف من هذا المقال هو شرح مبسط عن مركبات ومكونات مواد التجميل واهم التراكيب الخطرة في مستحضرات التجميل وعن أضرار منتجات العناية بالبشرة، سنسرد في هذا البحث لمحة عن المواد الضارة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة مع توثيق المراجع العلمية في آخر المقال.
تستخدم معظم النساء والرجال حول العالم مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة بشكل يومي مثل: (الكريمات، الشامبو، الصابون، المكياج، واقيات الشمس، معجون الأسنان، مرطبات الجلد ....إلخ). قد تقرئين على عبوات هذه المستحضرات الكثير من الأسماء الطويلة والغير مفهومة لمكونات وتركيبات كيميائية ورموز كثيرة، قد يكون بعضها مضر بالإنسان والبيئة.
حيث يقوم المستهلك بوضع منتجات التجميل والعناية على الجلد بشكل شبه يومي، قد تخترق بعض المواد الكيميائية السامة في مستحضرات التجميل الجلد، ومنها ما يمكث في الأنسجة والدم، وهذا قد يكون خطيراً على الصحة بشكل عام.
مخاطر المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل
خطر المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية |
ترتبط مخاطر المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل في أن سوق تصنيع المواد التجميلية غير مراقب بشكل حازم وخصوصاً في الدول النامية، وحتى في بعض الدول المتقدمة لا تخضع صناعة المواد التجميلية ومستحضرات العناية للرقابة الصارمة.
بالمقابل قامت العديد من الدول حول العالم بحظر وتقييد أكثر من 1400 من المواد الضارة في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، بما في ذلك المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل المرتبطة بالسرطان والأضرار الإنجابية والأضرار العصبية والهرمونية.
تكثر المواد الخطرة والسامة خصوصاً في المنتجات المقلدة والمزورة لمستحضرات العناية بالبشرة والمكياج، ولا تخلو أفضل ماركات المكياج من تلك المواد والمركبات الكيميائية الخطيرة على بشرتك وصحتك، خصوصاً عند الاستخدام المطول والتراكمي لتلك المستحضرات.
اهم التراكيب الخطره في مستحضرات التجميل
حسب آخر الدراسات بعض المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل قد تكون ملوثة بالمعادن الثقيلة كالزرنيخ والزئبق والرصاص، على سبيل المثال تم العثور على الرصاص السام في الكثير من أقلام أحمر الشفاه، هذه قائمة بالمواد الكيميائية السامة التي تستخدم في صناعة مستحضرات التجميل والعناية الشخصية.
الفورمالديهايد
من الكيماويات الخطرة في مستحضرات التجميل تم حظر هذه المادة الكيميائية السامة من قبل الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى. تستخدم هذه المادة في عمليات التحنيط وتعرف باسم (الفورمالين)، كما أنها تستخدم كمادة حافظة في مستحضرات التجميل وفي منتجات تنعيم الشعر ومقويات وطلاء الأظافر.
حسب الدراسات العلمية من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان فقد تم ربط الفورمالين بالتسبب في بعض أنواع السرطانات للإنسان، وأمراض أخرى مثل مرض الربو، والتهيج، ومشاكل الإنجاب لدى الجنسين، عند التعرض الطويل لهذه المادة، وقد يصاب بعض الأشخاص بهشاشة الأظافر عند تعرضهم المستمر للفورمالين.
قد تحتوي المواد المستخدمة في تنعيم وتمليس الشعر على الفورمالديهايد والتي تباع تحت اسم (علاج الكيراتين). تم الإبلاغ عن تهيج العين ومشاكل في الجاهز العصبي والجهاز والتنفسي (التهاب الحلق سعال) وطفح جلدي والغثيان والقيء وآلام في الصدر بعد التعرض لفترات قصيرة للفورمالديهايد.
من المخاطر العالية للفورمالين أنه في صالونات التجميل يتم تنعيم وتمليس الشعر بواسطة أدوات وأجهزة التمليس الحرارية بعد استخدام مواد تحتوي على الفورمالديهايد، وهذه الممارسات تجعل الفورمالديهايد يتعرض للحرارة ويتم إطلاقه على شكل غاز سام في الجو وهذا يعرض الناس الموجودون في صالونات التجميل لخطر استنشاق هذا الغاز السام.
البارابين
عبارة عن مجموعة من المركبات الاصطناعية التي تعتبر مواد حافظة، ولديها خصائص مضادة للجراثيم والفطريات، لذلك يتم استخدامها في مستحضرات التجميل لمنع نمو البكتيريا والعفن. تشير الأبحاث أن النساء قد يتعرضن لـ 50 ملغ من البارابين يومياً، يمكن للبارابين أن يخترق جلدك بسهولة، ويبقى في الأنسجة.
تم حظر هذه المادة من قبل الاتحاد الأوروبي عام 2012 وفي دول أخرى. كما أدرجت المفوضية الأوروبية لاضطراب الغدد الصماء مادة البارابين ضمن قائمة المواد التي تؤثر على الوظائف الهرمونية لجسم الإنسان وتتداخل معها.
تسبب هذه المادة تهيج الجلد واضطرابات في الغدد الصماء، في بعض الدراسات تم ربط البارابين الموجود في مزيلات التعرق مع سرطان الثدي بسبب وجود نسب منه لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، حيث من المعروف أن المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء تؤثر على كيفية استخدام أجسام النساء لهرمون الأستروجين وبالتالي تم ربطها بسرطان الثدي.
في دراسة أخرى تم ربط البارابين بالبلوغ المبكر عند الفتيات، حيث إن النساء الذين ظهر البارابين في عينات البول أثناء الحمل بتركيزات عالية كانت بناتهم تظهر عليهن علامات البلوغ المبكر مثل: بدأ الحيض وظهور شعر العانة بشكل مبكر.
بالنسبة للذكور أظهرت بعض الدراسات أنه قد يكون هناك ارتباط بين التعرض "للبارابين" وانخفاض حركة وعدد الحيوانات المنوية، وإلحاق أضرارا بالجهاز التناسلي عند الذكور.
بالنسبة للبشرة تشير دراسات عديدة إلى أن "ميثيل البارابين" الذي يطبق على الجلد يتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية ويؤدي إلى موت الخلايا وتلف الجلد والحمض النووي، وهذا يؤدي لظهور علامات الشيخوخة المبكرة كالتجاعيد. كما أن تعرض الجلد بشكل مستمر لهذه المادة قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجلد المتعددة.
يتواجد البارابين في مجموعة واسعة من المكياج و الشامبو كريمات الحلاقة والمرطبات ومنتجات العناية بالشعر وبعض مزيلات التعرق بأسماء مختلفة كلها تنتهي بكلمة بارابين مثل: إيثيل بارابين.
كبريتات لوريل الصوديوم SLS
مادة تسبب التهيج والحساسية معروفة لدى البعض، تستخدم هذه المادة بشكل كبير في صناعة بعض أنواع الصابون والشامبو ومستحضرات الأطفال، بسبب امتلاكها خصائص تعزز الرغوة وبسبب انخفاض تكلفتها.
ولأنها مادة تستعمل في المنتجات التي تشطف بعد استخدامها بفترة قصيرة ولا تبقى لفترة طويلة على الجلد لهذا قد لا تُعتبر مادة خطيره في حد ذاتها، لكن لا ينصح الباحثون باستخدام مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة التي تحتوي على "كبريتات لوريل الصوديوم"، لأنها قد تتلوث بنسب من "الديوكسان" والتي تعتبر مادة كيميائية يُحتمل أن تسبب أنواع من السرطانات للإنسان بناءً على أدلة كافية.
توصي إدارة الغذاء والدواء بالعمل على تقليل تلوث منتجات العناية بالشعر بمادة "الديوكسان" السامة، كما تم سحب بعض منتجات الشامبو من الأسواق العربية مثل [المملكة السعودية وإمارة دبي] حيث تم الاشتباه إنها تحتوي على كميات أكبر من المسموح بها عالمياً من مادة "dioxane" كما تم سحب منتج شامبو من ماركة معروفة من المملكة القطرية.
ثم أنه وجدت دراسة أجريت على سبعة متطوعين لمدة 7 أشهر أن التعرض بشكل يومي "لكبريتات لوريل الصوديوم SLS" سبب تهيج وحساسية الجلد، اختفى تهيج الجلد عن المتطوعين السبعة بعد إيقاف التعرض "لكبريتات لوريل الصوديوم SLS"، وهذا يعني تورط هذه المادة في تهيج وحساسية الجلد.
تريكلوسان
تمتلك هذه المادة خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، لذلك تجدها في الكثير من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة منعاً لتلوث المنتجات بالبكتيريا أو العفن والفطريات والروائح النتنه. وقد تتواجد هذه المادة في الكثير من مستحضرات التجميل والعناية الجسدية مثل: المكياج، ومعجون الأسنان، والصابون، ومزيل التعرق، والمنظفات، ومعقمات اليدين.
من مخاطر "التريكلوسان" أنه يمكنه اختراق جلدك، ويشتبه العلماء في هذه المادة على أنها تؤثر على وظائف جسمك الهرمونية، وهي محظورة من مستحضرات التجميل في [كندا واليابان]، حيث تم تصنيف "التريكلوسان" على أنه مادة مهيجة للعينين والجلد، كما وضعها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة المواد (شديدة السمية) بالنسبة للكائنات المائية ويعتبرها من المواد التي تشكل خطراً على البيئة.
هناك نقطة مهمة يجب فهمها وهي أن التعرض المطول للتريكلوسان في المنتجات الاستهلاكية قد يزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، لذلك دعت بعض الجهات إلى حظر المنتجات المضادة للبكتيريا والتي تحتوي على مادة التريكلوسان.
وعلى حسب ما أعلنت (FDA إدارة الغذاء والدواء الأمريكية) أن مادة التريكلوسان التي تستخدم في بعض منتجات التطهير الخاصة بالرعاية الصحية [غير معترف بها على أنها آمنة وفعالة]، وذلك بسبب عدم وجود معلومات ودراسات كافية عن تلك المادة. حيث أظهرت بعض الدراسات العلمية التي أجريت على الحيوانات أن التعرض للتريكلوسان مرتبط بانخفاض هرمونات الغدة الدرقية، لكن لم يتم إجراء دراسات مماثلة على البشر.
بيوتيل هيدروكسي الأيزول (BHA) أو هيدروكسي تولوين بيوتيل (BHT)
BHA و BHT: تستخدم هذه المواد كمواد حافظة ومضادة للأكسدة في مستحضرات التجميل وبشكل رئيسي في المكياج والكريمات المرطبة للجلد. يمكن أن تكون تلكما المادتين خطيرة وسامة لجهاز المناعة، والرئتين والكبد والجلد، ويمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية، وتؤثر على وظائف الهرمونات في جسمك وتعزز من نمو الأورام في حالات معينة. حيث تم تصنيف مادة BHA من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها مادة مسرطنة محتملة للإنسان.
وجدت دراسات متعددة على الحيوانات المخبرية أن تعرض الفئران لمادة BHT لفترات طويلة قد يكون ساماً، ويسبب عدة مشاكل للغدد الدرقية والكبد والكلى ويُخل بوظائف الرئة وتخثر الدم، وتعزز من نمو الأورام في حالات معينة.
كما أدرجت المفوضية الأوروبية لاضطراب الغدد الصماء على أن هذه المواد تتداخل مع الوظائف الهرمونية لجسمك، حيث تشير دراسات محدودة أن التعرض المطول لمادة "BHT قد يؤثر بشكل سلبي على هرمون الأستروجين لدى الإناث وتمنع إفراز الهرمون الذكوري (التستوستيرون) وهذا يؤدي إلى تضرر الصحة الإنجابية لدى الجنسين.
ديثانولامين أو DEA
أو ديتانولامين المعروف باختصار (DEA)، من المواد الكيميائية الضارة التي تستخدم في مستحضرات التجميل والعناية الرغوية تعمل كمستحلبات ومعزز رغوة أو لضبط درجة الحموضة في مستحضرات التجميل.
قد تتعرض للديثانولامين عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع وملامسة الجلد والعين، وهذا يسبب حساسية وحروق كيميائية وتهيج قد يكون خفيف إلى حاد للعين والجلد والحلق والأنف (ويسبب العطاس والسعال) وهذا حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها cdc.gov. وحسب البيانات قد يؤدي التعرض الطويل للديثانولامين إلى أذية الكلى أو الجهاز العصبي والكبد.
قد لا يكون الديثانولامين يشكل خطرا كبيرا على صحتك إن لم يكن التعرض له مطولاً، لكن عندما يتم دمجه مع مواد أخرى، كما في صناعات الكريمات ومستحضرات التجميل والشامبو، قد يتفاعل مع مواد كيميائية أخرى مثل النيتريت، لينتج مركب يسهل امتصاصه عن طريق الجلد ويدعى النيتروزامين، وهو مركب تم ربطه بالتسبب بسرطان المعدة والأمعاء والمثانة، تم تصنيف النيتروزامين من طرف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنه مادة قد تسبب السرطان للإنسان.
على سبيل المثال في دراسة قديمة أجريت على الحيوانات المخبرية عام 1998 تم ربط الديثانولامين بالتسبب بالسرطان لدى الحيوانات وتشوهات في الأجنة، لكن لم يتم ربط الديثانولامين بالسرطان لدى البشر.
تم تصنيف الديثانولامين من قبل الاتحاد الأوروبي (إدارة مكافحة المخدرات) على أنه مادة تسبب الضرر للصحة إذا تم التعرض لها لفترات طويلة.
السيلوكسانات
تضاف هذه المادة إلى مستحضرات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل مثل: منتجات العناية بالشعر، والكريمات ومزيلات التعرق والمرطبات ومعاجين الأسنان والمكياج، لتجعل قوام تلك المستحضرات أكثر سماكة ولتنعيم ملمسها.
ثم أن بعض مركبات السيلوكسان سامة ويمكن أن تضر بوظيفة الهرمونات وتسبب تسمم الكبد. يمكن أن تجد تلك المواد في قائمة محتويات عبوات التجميل بأسماء مختلفة تنتهي معظمها بـ "siloxane" مثل (Cyclopentasiloxane)
تشير نتائج التقييم في وزارة البيئة الكندية أن (السيكلوتيتراسيلوكسان والسيلكوبيتاسيلوكسان) اللذان يشار اليهما باختصار (D4 و D5) على أنهما مادتان سامتان.
كما يصنف الاتحاد الأوروبي مادة D4 على أنها مادة تؤثر على وظيفة الهرمون البشري، وأنه يعود بنتائج سلبية على صحة الجهاز التناسلي وقد تُضعف الخصوبة عند البشر. تشير البيانات الى أن التعرض لـ D5 يُحتمل أن يسبب أورام في الرحم، ويمكن أن يضر بالنواقل العصبية بالنسبة للجهاز العصبي.
ثنائي بيوتيل فثالات dibutyl phthalate
ثنائي بيوتيل الفثالات (DBP)، هو مادة كيميائية تضاف إلى مجموعة متنوعة من المنتجات الصناعية والاستهلاكية ومنها طلاء الأظافر ومستحضرات التجميل والعطور والرزاز المثبت للشعر والشامبو والصابون ومرطبات البشرة.
حسب تصنيف وكالة المواد الكيميائية الأوروبية، (وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي)، فإن هذه المادة خطرة وقد تلحق الضرر بالجنين ويُشتبه في أنها تضر بالخصوبة وهي شديدة السمية للحياة المائية.
ثنائي بيوتيل الفثالات محظور وغير آمن للاستخدام في مستحضرات التجميل، حيث حظرت المفوضية الأوروبية استخدامه في منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل بما في ذلك طلاء الأظافر وفي جميع ألعاب ومواد رعاية الأطفال لأنه يُعتبر مادة مسرطنة.
كما أضافته ولاية كاليفورنيا عام 2014 إلى قوائم المواد الكيميائية المشتبه بها، حيث يحظر القانون في ولاية كاليفورنيا بيع ألعاب الأطفال ومنتجات الرعاية الخاصة بالأطفال إن كانت تحتوي على ما يزيد عن 0.1٪ من ثنائي بيوتيل الفثالات.
كما أن المفوضية الأوروبية المعنية باضطراب "الغدد الصماء" أدرجت "ثنائي بيوتيل الفثالات" على أنها مادة ذات أولوية من الفئة 1، بناءً على أدلة على أنها تتداخل مع وظيفة الهرمون.
الدراسات التي تتعلق بالمخاطر الصحية لثنائي بيوتيل فثالات قليلة على البشر، ومن نتائجها الموثقة أنه يسبب التهيج للجلد والعين ويتسبب في الدوار والغثيان والقيء، لا يوجد دراسات مؤكدة لتورط ثنائي بيوتيل فثالات في التسبب بالسرطان لدى البشر.
بالمقابل تعددت الدراسات التي أجريت على فئران المختبرات، وكانت نتائج تلك الدراسات أن ثنائي بيوتيل فثالات يضر بالجهاز التناسلي عند ذكور الجرذان ومن المحتمل أن يتسبب بالسرطان ومشاكل بالنمو عند أجنة الجرزان.
ويعتبر ثنائي بيوتيل الفثالات من المواد المسببة لاضطراب الغدد الصماء، وقد يضر بتطور الجهاز التناسلي الذكري، وقد يسبب البلوغ المبكر عند الأولاد، وتغيرات أخرى في الجهاز التناسلي. ينتقل ثنائي إيثيل هكسيل فثالات من الأم إلى الجنين ويمكن أن يؤثر على نمو الجنين حسب ewg.org.
تشير وزارة الصحة الكندية إلى أن هناك أدلة تشير أن التعرض للفثالات قد يتسبب في فشل الكبد والكلى لدى الأطفال الصغار عند امتصاص المنتجات المحتوية على الفثالات أو مضغها لفترات طويلة.
بارا فينيلين ديامين
p-Phenylenediamine الاختصار (PPD) تستخدم مادة فينيلين ديامين كملونات في صبغات الشعر خصوصا في الألوان الغامقة، وممكن أن تقرأها على ملصقات عبوات الصبغة مكتوبه على شكل اختصار "CI" وبجانبها خمسة أرقام.
يتم امتصاص المادة الكيميائية من خلال الجلد، قد تصاب بتهيج والتهاب البلعوم والحنجرة والربو القصبي والتهاب الجلد التحسسي، وخطر تساقط الشعر، إذا تعرضت بكميات معينة لهذه المادة.
يصاب الكثير حول العالم بالحساسية جراء استخدام صبغات الشعر التي تحتوي على فينيلين ديامين، كما تشير الدراسات أنه المكون الرئيسي الذي يسبب ردود فعل الحساسيه لدى النساء اللواتي يستخدمن صبغات الشعر.
حيث ينتج عن التعرض الحاد قصير المدى لهذه المادة إلى تهيج العين، والتهاب الجلد التحسسي، والربو، وفشل كلوي، ودوار ورعشة وتشنجات، والتهاب المعدة، وقد ينتج عن التعرض المطول لهذه المادة إلى التهاب الجلد التماسي "الأكزيمائي".
أظهرت دراسة أن عمال صالونات التجميل، وأصحاب مهن الوشم، والذين يتعرضون إلى صبغات الشعر والحناء، معرضين للتحسس من تلك المادة وقد يصابون بالأكزيما خصوصا في اليدين.
لذلك يُطلب من عمال صالونات التجميل ارتداء القفازات والكمامات لضمان عدم التعرض للمخاطر المحتملة، كما يجب تطبيق أختبار التحسس من صبغات الشعر على الزبائن قبل الاستخدام، حيث أظهرت الدراسات إصابة زبائن صالونات التجميل بأكزيما انتشرت في فروة الرأس والوجه والرقبة.
في دراسة أخرى تم الإبلاغ عن حالة تسمم جهازي وأدى إلى فشل كلوي حاد ناتج عن بارا فينيلين ديامين، نادراً ما تحدث هذه الحالة في الدول الغربية لكن حسب الدراسة فأنها ليست نادرة في دول الشرق الأوسط والهند وشرق أفريقيا.
حسب البيانات من sciencedirect تم الإبلاغ عن حالتين من حالات الفشل الكلوي المزمن لامرأتين تبلغ الأولى 15 عاما والثانية 62 عاما تم إدخالهما إلى (مستشفى مدينة بلفاست في إيرلندا) بعد الاستخدام المتكرر لصبغة الحناء التي تحتوي على بارا فينيلين ديامين.
أشارت دراسات أجريت على الفئران بعد تعريضها للبارا فينيلين ديامين أنه تسبب بإضراب في الكلى والكبد والبنكرياس والقلب.
وحسب ما ورد من دارسات عن التأثيرات الصحية لمادة بارا فينيلين ديامين على الإنسان، فإن المجتمع العلمي ينظر إلى استبدال تلك المواد السامة بمواد أكثر أماناً للاستخدام البشري، هناك العديد من المنظمات العلمية التي تطالب بمنع وتقييد بيع هذه المادة.
وعلى مر السنين السابقة قام الباحثون بدراسة إمكانية ارتباط صبغات الشعر والسرطان، كسرطان الدم والمثانة، تضاربت الدارسات حول هذا المركب منها من وجد احتمال للتسبب بالسرطان ومنها من قال عكس ذلك.
أشارت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC إنها غير قادرة على إثبات أو نفي تسبب بارا فينيلين ديامين في الإصابة بالسرطان لدى البشر.
مكونات العطر
الروائح الجميلة لمستحضرات التجميل والعناية الشخصية ليست طبيعية، معظم الروائح التي تشمهما صناعية، والعطور من أهم مكونات مستحضرات التجميل حيث لا يخلو منتج من الروائح المعطرة مجهولة التركيبة الكيميائية.
تدخل في صناعة تلك العطور الكثير من المركبات الكيميائية غير المعروفة، والسبب في أنها غير معروفة هو أن شركات صناعة العطور غير ملزمة قانونيا بالكشف عن المكونات التي تحتويها منتجاتها وذلك تحت بند الأسرار التجارية للمنتج ولضمان حصرية المنتج. لكن معظم الشركات المشهورة تلتزم بضمان خلو منتجاتها من المواد الكيميائية الضارة أو السامة، حيث تسبب الكثير من تلك المواد الربو والصداع النصفي والحساسية.
تحتوي العطور على الكثير من المواد الكيميائية التي قد تسبب الحساسية والتهيج وتتداخل مع وظيفة الهرمون، لم تخضع معظم تلك المكونات لاختبارات السمية، أشارت الدراسات إلى أن التعرض لمكونات العطور عند مرضى الربو يفاقم إثارة النوبات لديهم.
على سبيل المثال: المسك من بين الروائح الأكثر انتشارا في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، وكل المسك الذي ينتج الآن هو ليس طبيعياً بل هو صناعي بحت، تكمن خطورة التعرض للمسك الصناعي في أن مكوناته تتسرب إلى الدهون وحليب الأم وتبقى لفترة طويلة في الأنسجة.
وتشير الدراسات إلى أن هذه المركبات يمكن أن تعطل عمل الخلايا وأنظمة الهرمونات، هذا ما دفع بعض البلدان مثل اليابان وألمانيا إلى حظر بعض مكوناته كما حظرت المفوضية الأوروبية مسك زيلين.
وفي دراسة أجريت على البالغين في المملكة العربية السعودية في أكتوبر 2020، أشارت الدراسة الى أن نسبة كبيرة من السكان عانوا من رد فعل تحسسي سلبي وذلك بسبب المنتجات التي تحتوي على العطور.
وفي دراسة أخرى أجريت في الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة والسويد عن إبلاغ ما يقارب 32 % من المشاركين عن تعرضهم للحساسية بعد استخدام المنتجات التي تحتوي على عطور.
وتشير البيانات إلى أن مركبات المسك الصناعي قد تمنع الدفاعات الخلوية ضد المواد الكيميائية، وهذا يؤدي لنتائج خطرة على صحة الإنسان.
يتعرض الكثير من الأشخاص للمسك الصناعي من خلال استخدام الصابون ومواد التجميل والشامبو والمنظفات ومواد عناية ومستحضرات تجميل أخرى، أو من خلال الاستنشاق المباشر من بخاخات العطور، لذلك هناك حاجة كبيرة لإجراء العديد من الدراسات العلمية التي ربما تكشف تفاصيل أكثر عن مكونات العطور التي تسبب الآثار الصحية السلبية على الإنسان.
يفضل أبعاد المكونات التي تحتوي على مواد عطرية عن الأطفال، خصوصاً في الأعمار الصغيرة، حيث تشير الأدلة أن المكونات العطرية المستخدمة في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية يمكن أن تساهم في تدهور مرضى الربو خصوصاً عند الأطفال.
الفازلين
الفازلين عبارة عن هلام زيتي معدني، وهو مادة مشتقة من البترول، يستخدم في منتجات العناية الشخصية كعامل ترطيب، لكن الفازلين المكرر الخالي من الملوثات أمن بالنسبة للاستخدام.
لكن تكمن خطورة الفازلين في أن يكون غير مكرر بما يكفي، حيث يحتوي الفازلين الغير المكرر على الكثير من الملوثات والمواد الكيميائية الخطرة السامة، مثل الهيدروكربونات العطرية (PAHs) متعددة الحلقات، وهي من المواد التي يحتمل أن ترتبط بالسرطان، كما يمكن أن تسبب تهيج الجلد والحساسية وقد تسبب مشاكل صحية للجنين أثناء فترة الحمل، مثل: أمراض الربو ومشاكل النمو والإدراك عند الاطفال.
وتحتوي الكثير من الكريمات على الفازلين، ويمكن أن تحتوي منتجات التجميل خصوصاً الكريمات المزورة والمقلدة على الفازلين غير النقي، لذلك يجب تجنب المستحضرات التي لا تشير ملصقاتها على أن الفازلين مكرر ونقي وأمن للاستخدام.
يلزم الاتحاد الأوروبي الشركات التي تستخدم الفازلين في منتجاتها بأن يكون مكرراً ونقياً ولا يحتوي على مكونات سامة مع إثبات ذلك.
كيف تحمي نفسك من مخاطر المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل
في إحدى الدراسات التي أجريت على أهم الماركات التي تصنع مواد التجميل والعناية بالبشرة أكد الباحثون أنه احتوت 58 بالمائة من المنتجات التي تم فحصها على مادة كيميائية واحدة على الأقل من المواد الكيميائية الأخرى المثيرة للقلق والتي تعتبر سامة.
إن كان لديك مخاوف من مكونات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية تستطيع قراءة ملصقات المنتج التي تلتزم الشركات بكتابتها على عبوات مواد التجميل التي تصنعها، (لا تنطبق تلك الشروط على الدول التي لا تخضع فيها مستحضرات التجميل للرقابة).
يمكن أن تساعدك القائمة السابقة التي ذكرناها في معرفة المواد التي يجب الانتباه لها ويمكنك أن تتخذ إجراءات معينة للتقليل أو الحد من تعرضك لهذه المواد الكيميائية الضارة، من خلال شراء مستحضرات التجميل والعناية الشخصية من شركات موثوقة والابتعاد عن شراء منتجات مزورة ومقلدة والتي لا تلتزم بكتابة مكونات منتجاتها بشكل صريح على المنتجات، لأنها لا تخضع للرقابة من قبل المنظمات الحكومية.
النتيجة:
كما ذكرنا لا تخلو مستحضرات التجميل والعناية الشخصية من المواد الكيميائية الضارة، قد تكون المواد الضارة في مستحضرات التجميل ذات كميات صغيرة، وقد لا تكون سامة إلا إذا تجاوزت الحد المسموح به. لذلك تضع بعض الدول حداً وعتبة تركيز معينة لاستخدام بعض المواد الكيميائية التي من المُحتمل أن تكون خطرة في صناعة مستحضرات التجميل. إلا أن التعرض المستمر لتلك المواد وتطبيقها بشكل يومي ومطول على جلد الإنسان قد يسبب تراكم تلك المواد الضارة في جسم الإنسان "خصوصاً أن بعضها يمكن أن يخترق الجلد"، وقد يؤثر هذا التراكم على الصحة الجسدية.
ناهيك عن وجود تلك المواد بأكثر من منتج يتم استخدامه في اليوم الواحد، على سبيل المثال: الفورمالديهايد يوجد في منتجات العناية بالشعر وطلاء الأظافر والكثير من المنتجات الأخرى، وعند استخدامها جنباً إلى جنب بنفس اليوم قد تتجاوز العتبة المسموح بها للتعرض لهذه المادة. لذلك يجب على المستهلك أن يكون على دراية بما يوجد بالمواد التجميلية ومستحضرات التجميل التي يستخدمها بشكل يومي. في النهاية نتمنى لكم السلامة والصحة دائماً.
https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/substances/formaldehyde/formaldehyde-fact-sheet#what-have-scientists-learned-about-the-relationship-between-formaldehyde-and-cancer
[2] Should People Be Concerned about Parabens in Beauty Products?
https://www.scientificamerican.com/article/should-people-be-concerned-about-parabens-in-beauty-products/
[3] Long-term repetitive sodium lauryl sulfate-induced irritation of the skin: an in vivo study
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16283906/
[4] 5 Things to Know About Triclosan
https://www.fda.gov/consumers/consumer-updates/5-things-know-about-triclosan
[5] The Dirty Dozen: BHA و BHT مؤسسة ديفيد سوزوكي
https://davidsuzuki.org/queen-of-green/dirty-dozen-bha-bht/
Diethanolamine:cdc.gov [6]
https://www.cdc.gov/niosh/npg/npgd0208.html
Direct Human Contact with Siloxanes (Silicones) – Safety or Risk Part 1. Characteristics of Siloxanes[7] (Silicones)
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4884743/
DIBUTYL PHTHALATE: EWG's Skin Deep [8]
https://www.ewg.org/skindeep/ingredients/701929-DIBUTYL_PHTHALATE/
Dibutyl phthalate (DBP)
https://ec.europa.eu/health/scientific_committees/opinions_layman/en/phthalates-school-supplies/glossary/def/dpb-dibutyl-phthalate.htm
Acute renal failure following para-phenylenediamine (PPD) poisoning: a case report and review [9]
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/15354985/
P-PHENYLENEDIAMINE [10]
https://www.safecosmetics.org/get-the-facts/chemicals-of-concern/p-phenylenediamine/
Environmental Distribution of Personal Care Products and Their Effects on Human Health [11]
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8170769
Cosmetic Ingredient Hotlist [12]
https://www.canada.ca/en/health-canada/services/consumer-product-safety/cosmetics/cosmetic-ingredient-hotlist-prohibited-restricted-ingredients/hotlist.html